النقل الرابع: قاله
أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام المعروف في اللغة والحديث، والإمام
أبو عبيد له كتاب
الإيمان ، مطبوع مع مجموع، واسم المجموع كله
من كنوز السنة ، وهو عبارة عن رسائل حققها الشيخ
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى, وهي أربع رسائل قيمة عظيمة مجموعة في كتاب واحد. والكتاب المطبوع ليس فيه الكلام الذي سنذكره كله، وإنما هذا الكلام مأخوذ من مصدر موثوق لا شك فيه، وهو كتاب
الإيمان لشيخ الإسلام
ابن تيمية ، فإما أن يكون المخطوط الذي حُقق ناقصاً، وإما أن يكون الإمام
أبو عبيد كتب ذلك الكتاب مجملاً، ثم فصل في مصنف آخر أسماء من ذكروا؛ لأن الإمام
ابن تيمية رحمه الله ثقة، يشهد بثقته في النقل الأعداء والأصدقاء، فإذا وجدت مخطوطة لشيخ الإسلام
ابن تيمية ذكرت نقولاً عن أي كتاب، فقابل أي كتاب بالمخطوطة فإنك تستطيع أن تصحح الكتاب من مخطوطة
ابن تيمية ؛ لأمانته ودقته وحفظه رحمه الله، حتى إن
علي سامي النشار -على شدة ما يحمل على
ابن تيمية ويظلمه، وهو من أسوأ الظلمة في هذا الشأن- حين يأتي إلى قضية النقل يقول: إن
ابن تيمية في النقل أمين ودقيق، و
ابن تيمية رحمه الله يدري أن تغيير الكلمة أو العبارة يترتب عليه معنى آخر، فشهد بهذا وهو لا يطيق أن يقرأ له. قال
شيخ الإسلام: (قال
أبو عبيد وله كتاب مصنف في الإيمان) ولم يقل: قال في كتابه الذي صنفه في الإيمان. وكأن هذا فيه إشارة إلى أن هذا النقل ليس في الكتاب، وإنما قاله وهو صاحب ذلك الكتاب المعروف. يقول: (قال
أبو عبيد وله كتاب مصنف في الإيمان، قال: هذه تسمية من كان يقول: الإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص: من أهل
مكة :
عبيد بن عمير الليثي ،
عطاء بن أبي رباح ،
مجاهد بن جبر ،
ابن أبي مليكة ،
عمرو بن دينار ،
ابن أبي نجيح ،
عبيد الله بن عمرو ،
عبد الله بن عمرو بن عثمان ،
عبد الملك بن جريج ،
نافع بن جبير ،
داود العطار ،
عبد الله بن رجاء ، ومن أهل
المدينة :
محمد بن شهاب الزهري ،
ربيعة بن أبي عبد الرحمن ،
أبو حازم الأعرج ،
سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ،
يحيى بن سعيد الأنصاري ،
هشام بن عروة بن الزبير ،
عبد الله بن عمر العمري ،
مالك بن أنس ،
محمد بن أبي ذئب ،
سليمان بن بلال ،
عبد العزيز بن عبد الله يعني
الماجشون ،
عبد العزيز بن أبي حازم ، ومن أهل
اليمن :
طاوس اليماني ،
وهب بن منبه ،
معمر بن راشد ،
عبد الرزاق بن همام ، ومن أهل
مصر و
الشام :
مكحول ،
الأوزاعي ،
سعيد بن عبد العزيز ،
الوليد بن مسلم ،
يونس بن يزيد الأيلي ،
يزيد بن أبي حبيب ،
يزيد بن شريح ،
سعيد بن أبي أيوب ،
الليث بن سعد ،
عبد الله بن أبي جعفر ،
معاوية بن أبي صالح ،
حيوة بن شريح ،
عبد الله بن وهب)، وهؤلاء من الأئمة الأعلام، فأي مطلع على الرجال والعلماء في هذا الزمن -وهو أكثر الأزمنة انتشاراً للعلم وتشعبه- يجد أن علماء الأمة في القرون المفضلة هم هؤلاء في جميع الأمصار.قال: (وممن سكن العواصم وغيرها من
الجزيرة)، و
الجزيرة يعني بها ما بين الرافدين، وليست
جزيرة العرب (
ميمون بن مهران ،
يحيى بن عبد الكريم ،
معقل بن عبيد الله ،
عبيد الله بن عمرو الرقي ،
عبد الكريم بن مالك ،
المعافى بن عمران ،
محمد بن سلمة الحراني ،
أبو إسحاق الفزاري ،
مخلد بن حسين ،
علي بن بكار ،
يوسف بن أسباط ،
عطاء بن مسلم ،
محمد بن كثير ،
الهيثم بن جميل ، ومن أهل
الكوفة :
علقمة الأسود أبو وائل) وهؤلاء تلاميذ
عبد الله بن مسعود ، ورابعهم
زر بن حبيش ، فهم تلاميذ أكبر إمام سكن
الكوفة ، وأخذ عنه العلم سنين طويلة، وهو
عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. قال: (
سعيد بن جبير ،
الربيع بن خثيم ،
عامر الشعبي ،
إبراهيم النخعي ،
الحكم بن عتيبة ،
طلحة بن مصرف ،
منصور بن المعتمر ،
سلمة بن كهيل ،
مغيرة الضبي ،
عطاء بن السائب ،
إسماعيل بن أبي خالد ،
أبو حيان يحيى بن سعيد ،
سليمان بن مهران الأعمش ،
يزيد بن أبي زياد ،
سفيان بن سعيد الثوري ،
سفيان بن عيينة ،
الفضيل بن عياض ،
أبو المقدام ثابت بن العجلان ،
ابن شبرمة ،
ابن أبي ليلى ،
زهير ،
شريك بن عبد الله ،
الحسن بن صالح ،
حفص بن غياث ،
أبو بكر بن عياش ،
أبو الأحوص ،
وكيع بن الجراح ،
عبد الله بن نمير ،
أبو أسامة ،
عبد الله بن إدريس ،
زيد بن الحباب ،
الحسين بن علي الجعفي ،
محمد بن بشر العبدي ،
يحيى بن آدم ،
محمد و
يعلى و
عمرو بنو
عبيد)، كل هؤلاء من علماء
الكوفة الذين يقولون: إن الدين قولٌ وعمل.قال: (ومن أهل
البصرة :
الحسن بن أبي الحسن البصري ،
محمد بن سيرين ،
قتادة بن دعامة ،
بكر بن عبد الله المزني ،
أيوب السختياني ،
يونس بن عبيد ،
عبد الله بن عون ،
سليمان التيمي ،
هشام بن حسان ،
الدستوائي،
شعبة بن الحجاج ،
حماد بن سلمة ،
حماد بن زيد ،
أبو الأشهب ،
يزيد بن إبراهيم ،
أبو عوانة ،
وهيب بن خالد ،
عبد الوارث بن سعيد ،
معتمر بن سليمان التيمي ،
يحيى بن سعيد القطان ،
عبد الرحمن بن مهدي ،
بشر بن مفضل ،
يزيد بن زريع ،
المؤمل بن إسماعيل ،
خالد بن الحارث ،
معاذ بن معاذ ،
أبو عبد الرحمن المقرئ . ومن أهل
واسط :
هشيم بن بشير ،
خالد بن عبد الله ،
علي بن عاصم ،
يزيد بن هارون ،
صالح بن عمر ،
عاصم بن علي .ومن أهل المشرق:
الضحاك بن مزاحم ،
أبو جمرة نصر بن عمران ،
عبد الله بن المبارك ،
النضر بن شميل ،
جرير بن عبد الحميد الضبي .وهؤلاء كلهم أعلام، جبال في علوم شتى، والغالب عليهم علم الحديث، ولكن منهم من كان أيضاً متمكناً في اللغة وفي غيرها. قال: (هؤلاء جميعاً يقولون: الإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص، وهو قول
أهل السنة المعمول به عندنا). وهذا أيضاً نقل للإجماع وذكر للأئمة المجمعين من إمام ثقةٍ في نقله وفي إسناده إلى هؤلاء.